TOKYO, Apr 22 (News On Japan) - أصبح ظهور عملاق الإلكترونيات التايواني فوكسكون محفزًا رئيسيًا في مناقشات الاندماج المحتمل بين نيسان وهوندا. بعد أن نمت الشركة من خلال إنتاج iPhone، تسعى الآن للتوسع في قطاع السيارات الكهربائية (EV)، بقيادة مسؤول تنفيذي ياباني شغل مناصب عليا في شركات يابانية كبرى.
هذا المسؤول هو جون سيكي، الذي يشغل حاليًا منصب كبير مسؤولي الاستراتيجية في قسم EV بشركة فوكسكون. سابقًا، كان سيكي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة نيسان، ثم أصبح رئيسًا لشركة نيدك، حيث خلف لفترة وجيزة المؤسس شيغينوبو ناغاموري في منصب الرئيس التنفيذي قبل أن يستقيل بعد أكثر من عام بقليل. وقد اعتُبرت استقالته بشكل واسع خفضًا للمنصب. ثم قامت فوكسكون بتوظيفه لقيادة طموحاتها في مجال EV.
يُنظر إلى دخول فوكسكون إلى قطاع السيارات كأحد المحفزات وراء قرار هوندا ونيسان البدء في مناقشات حول اندماج إداري محتمل. مع معاناة سهم نيسان وتدهور أدائها، أفادت تقارير بأن فوكسكون كانت تستكشف إمكانية الاستحواذ على الشركة المصنعة للسيارات. هذا الضغط دفع نيسان وهوندا إلى تسريع محادثاتهما، بدافع جزئي من مخاوف وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية من استحواذ أجنبي على شركة محلية.
تأسست فوكسكون عام 1974، وتُعد أكبر شركة تصنيع إلكترونيات تعاقدية في العالم، وتشتهر بتجميع أجهزة iPhone لشركة Apple. وقد تبعت توسعاتها الطفرة العالمية في الهواتف الذكية. في عام 2023، بلغت إيراداتها حوالي 6.16 تريليون دولار تايواني، أي ما يعادل تقريبًا 30 تريليون ين. كما استحوذت فوكسكون على شركة شارب في عام 2016، في خطوة أثارت الآمال بعودة العلامة التجارية اليابانية، رغم أن شارب عانت منذ ذلك الحين من تغيرات التكنولوجيا مثل التحول من شاشات LCD إلى OLED في الهواتف الذكية.
تركز فوكسكون اليوم استثماراتها في اليابان على قطاعات ناشئة مثل السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي. بعد تعثر مفاوضات اندماج هوندا ونيسان، بدأت شركة ميتسوبيشي محادثات لتعهيد إنتاج EV إلى فوكسكون. تهدف الاستراتيجية إلى خفض تكاليف الإنتاج، وتسريع دورات التطوير، وتعزيز التنافسية. بالنسبة لميتسوبيشي، فإن التعهيد يقلل من مخاطر بناء منشآت جديدة قد تصبح غير مربحة إذا فشلت مبيعات EV.
تعتبر فوكسكون أن السيارات الكهربائية ستكون ركيزة النمو التالية بعد الهواتف الذكية. يظهر اهتمامها بقطاع السيارات الياباني من خلال تواصلها مع نيسان وهوندا، وقد أقامت بالفعل شراكات مع شركات تصنيع سيارات عالمية. ولكن سباق EV العالمي شرس للغاية. فقد هيمنت تسلا الأمريكية على السوق لفترة طويلة، بينما حققت شركة BYD الصينية تقدمًا سريعًا بفضل نماذجها منخفضة التكلفة. في المقابل، يتعرض صانعو السيارات اليابانيون لضغوط لإعادة التفكير في استراتيجياتهم.
سيارة Leaf من نيسان، التي كانت رائدة سابقًا، تواجه الآن منافسة شرسة. تُعرف الشركات اليابانية بتميزها الهندسي وموثوقيتها، لكن السيارات الكهربائية تتطلب نهجًا مختلفًا — يركز على تكامل البرمجيات، وقابلية التوسع، والاستثمار الضخم. لهذا السبب استكشفت نيسان وهوندا خيار الدمج لبناء القوة المالية المطلوبة لتطوير الجيل القادم من السيارات.
يقول مراقبو الصناعة إن شركة تويوتا لديها الحجم والموارد لمتابعة استراتيجية شاملة تشمل السيارات الهجينة والبنزين وEV، بينما قد لا تملك شركات مثل نيسان وهوندا وميتسوبيشي هذا الترف. بالنسبة لهذه الشركات، قد يكون تكوين تحالفات — بما في ذلك مع شركات تكنولوجية مثل فوكسكون — هو السبيل للبقاء في سوق EV العالمي الذي يزداد تنافسية.
Source: Kyodo